سحر التربية بالحب مع الأبناء
إن تربية الأبناء بالحب له تأثير كالسحر ، هذه النبتة التي يجب علينا أن نتعهدها
بالرعاية لتنموا داخل أطفالنا .
لكي يصبحوا عطوفين مع أنفسهم ، و مع بعضهم البعض ، و مع أقرانهم ، بل و معك
أنت شخصيا .
فإن تربية الأطفال بالحب أسلوب حياة و منهج لابد من السير به طوال الحياة و التعامل
به كل يوم .
لكي يكتسبوا السلوك ، ولأن البيت هو نقطة البداية والانطلاقة الأولى لغرس هذا الحب
في مكنون أطفالك .
لعلكم الأن تتساءلون هل يمكن تربية و تعويد الأطفال على الحب ؟
إن تعويد الأطفال على الحب ليس بالمهمة الصعبة و لا بالمهمة السهلة.
حيث يمكن اتخاذ الحب كمنهج للحياة في التعامل بين كل أفراد الأسرة ، ليكون الحب هو العنصر و المحرك الرئيسي للتعامل فيما بينهم .
إذن كيف نربي أطفالنا بالحب ؟
و لكي نجيب على هذا التساؤل لا بد أن ندرك جيدًا أن الحب هو طريقة من طرق التربية الحديثة.
فكثير من الآباء يجعلون مقابلًا ليحبهم أطفالهم ، فهم يعطون أطفالهم شيء مقابل هذا الحب ، و بذلك هم يسلكون الطريق السهل.
مما يدفع بالأطفال إلى الاعتقاد أن لكل شيء مقابل ، و لنعلم أن الأطفال أذكياء فهم يحاولون الحصول على كل ما يريدون بشتى الطرق .
لهذا يجب أن نُعلِّم أطفالنا التفريق بين أمرين الأول الهدية و الثاني الرشوة ، فالأخيرة ليست طريقة جيدة لتعليم أطفالنا كيف يحبوننا.
أما الهدية فهي وسيلة جيدة و جميلة للتواصل بين الأفراد ، و أن قيمة الهدية ليست في ثمنها ، و لا يشترط أن تكون شيء مادي.
بل يمكن أن تكون شيء معنوي كتصرف حسن ، أو اسداء معروف ، أو تقديم خدمة ، فهذا التصرف يدل على أني أكن لك كل الحب.
و من الجيد أيضًا أن يتعلم الطفل أن الهدية ليست أخذًا فقط و كذلك ليست عطاءً طول الوقت ، و إنما هي أخذ و عطاء.
علموهم الحب في كل فرصة تسنح لكم ، علموهم الحب في كل مكان و زمان ، الحب عند الأكل ، الحب عند اللعب ، الحب عند المزاح ،الحب عند .....
أدعموا فكرة الحب في كل أموركم .
سحر التربية
التربية بالحب لها سحر خاص ، إن أول من يجني ثمار هذه التربية بالحب و أول من يستشعر أثر هذا السحر ، هم أنتم يا من زرعتموه.
لذا وجب علينا أن نجعل الحب منهج حياة في تربية أطفالنا ، لنخرج أجمل ما في أطفالنا ، لأن أجمل ما يحمل الأنسان في قلبه هو الحب.
الحب مع الحزم
لابد أن تكونوا حازمين في توضيح التصرفات الصحيحة من التصرفات الخاطئة ، لكي يدرك الأطفال و يحبون و ينسجمن و يتأقلمون مع النظام و القواعد.
و لكي لا تفقدي المصداقية كأم لابد أن تكوني عادلة كي يحبك أطفالك ، لهذا لا تترددي في سَنْ ووضع و تطبيق بل و تنفيذ القواعد.
لكي يتعلموا التصرفات الصحيحة من التصرفات الخاطئة ، و بهذا يحبك أطفالك لأنك أم حازمة واضحة تنفيذين النظام و القواعد بعدالة و شفافية .
بعض النصائح لتربية الأطفال بالحب : إليكم بعض النصائح التي تسهم في تربية أطفالكم بالحب
- الاصغاء الجيد : عندما يتحدث أطفالكم و الاستماع إليهم باهتمام حتى لو كانوا لا يجيدون التعبير عما يريدون و خاصة في سنوات عمرهم الأولى ، فأنتم الملاذ الأول بل و الوحيد الذي يلجأ إليه أطفالكم ، فهم يحتاجون إلى من يسمعهم ، فإن استمعتم لهم بإصغاء و اهتمام فأنتم بذلك تعلمونهم فن أو مهارة الاستماع للآخرين ، و بهذا فأنتم تقدمون شخصيات جيدة تجيد الاستماع للآخرين ، فتكونوا قد قدمتم هدية للعالم أطفال يتقنون مهارة الاستماع .
- المرح: احرصوا على إضافة قدر من المرح لتعزيز الحب بينكم و بين أطفالكم ، حاولوا دائما أن تعلموا أطفالكم من خلال الابتكار و التعرف على بعض الطرق التي تدخل المرح و السرور بينكم ، اكتشفوا الوسائل الشيقة التي تجذب أطفالكم و تبني جو من الألفة و المرح ، عن طريق القصص و الأناشيد و الدباديب و العرائس ، أو تهيئة الفرصة لدخولهم المطبخ إذا كانوا يحبون ذلك ، و اشراكهم معكم في اعداد وجبات خفيفة خطتم لها مسبقًا ، كل هذا لكي لا تكون عملية التربية صعبة و مملة و يتخللها المرح و السعادة .
- تجنب العنف : البعد كل البعد عن العنف مع أطفالكم ، علموا أطفالكم بدون ضرب و إزاء جسدي سيعرفون أنكم تحبونهم ، و سوف يدركون أن هذا التصرف خطأ و لن يفعلوه بعد هذا أبدًا ، ولكن بعد الجلوس إليهم و محاورتهم و التحدث إليهم و ايضاح خطأ هذا التصرف ، كذلك جنبيهم مشاهدة العنف في التلفزيون ، و كذلك ألعاب و برامج و مسلسلات العنف التي يتعلمون منها العنف .
- العقلانية : التحلي بقدر كبير من العقل في التعامل مع أطفالكم فلا تطلبوا منهم أشياء فوق استطاعتهم ، أشياء لا يدركونها أو حتي لا يفهمونها ، فبهذا تحملونهم فوق طاقتهم ، يجب عليكم مساعدة أطفالكم لمواجهة الحياة وذلك بتعزيز الثقة بالنفس ، بأن تكونوا بجانبهم دائمًا و تشعروهم بحبكم ليحبونكم دائمًا و إلى الأبد .
دمتم في حفظ الله و رعايته
أولادنا أمانة اللهم اعنا عليها
ردحذفاللهم أمين أمين
حذفاللهم أمين
ردحذف